سمات المعلم الناجح ومميزات المعلم القدوة وأخلاق المعلم الأول وصفات المعلم المبدع
المعلم الناجح متعلم بارع
يكمن سر تميز المعلم الناجح في أنه يعتبر نفسه متعلمًا بارعًا لا يكل من التعلم. فالمعلم المتميز يحرص على معرفة شتى طرق التدريس وأفضلها، بالإضافة إلى طريقته الخاصة التي دائمًا ما تكشف عن تميزه، كما أنه لا يعمد لتطبيق أسلوب بعينه بقدر سعيه لمساعدة الطالب على اكتشاف أمثل طريقة للتعلم، فهو يتيح للطالب جميع الوسائل والمراجع التي قد يحتاجها للتعلم وممارسة وتطوير ما يتعلمه. ومن ثم، فأول أهداف المعلم الناجح تتمثل في تعليم تلاميذه كيفية التعلم!معلمو الصفوف الناجحة
يتميزون باحترامهم لأخلاقيات العمل
كمهنيين يحملون على عاتقهم مسؤولية مهنة التعليم بمنتهى الجدية، نجد المعلمين عادة غير راضين عن أنفسهم ولا يقنعون أبدًا بما حققوه، فهم دائمو البحث عن طرق جديدة لتحسين تجربة الطلاب في التعليم، لذا نجدهم دائمي العطاء لتلاميذهم كل يوم.علاوة على ذلك، يعلم المعلم علم اليقين أن أي يوم يتغيب أو يبتعد فيه عن الفصل الدراسي يضر بالعملية التعليمية لطلابه، رغم أن التغيب قد يكون لأسباب قاهرة لا يمكن التغلب عليها.
والمعلم الناجح لا يتغيب عن الدراسة لمجرد أن عقده يتيح له ذلك، ويدرك الطلاب مدى حرص المعلم على الانتظام في دروسه حرصًا منه على مصلحة تلاميذه، ويقدرون المعلمين الذين لا يتغيبون، ويحترمونهم للغاية.
ومن ثم، فالمعلم الناجح يعي أهمية بناء وترسيخ أخلاقيات العمل الجيد في تلاميذه، وينعكس ذلك على فصله فنجده يتسم بالانضباط دون أن تسود الصرامة على الجو العام للفصل.
فالمعلم الناجح يسعى للكمال في تصرفاته، ويحفز تلاميذه على هذه الفكرة، كما يدرك المعلم أن كثيرًا من طلابه يحرصون على أداء عملهم احترامًا من جانبهم له قبل أن يتعلموا كيفية العمل من أجل أنفسهم، وعليه أن يقوم بتحفيز وتشجيع الطلاب الساعين إلى تحسين مستواهم في الصف.
المعلم الناجح يتمتع بالأمانة العلمية
يتمتع المعلم الناجح بالنزاهة، ويظهر الاحترام لتلاميذه من خلال الأمانة والصدق في التعامل معهم، وتتضمن هذه السمة التزام المعلم بتساؤلات تلاميذه وعدم الخجل من قول كلمة «لا أعرف»، والعمل بمبدأ «دعونا نبحث معًا» الذي يهدف إلى تحسين العملية التعليمية للطالب. ويجب على المعلم إبقاء تلاميذه مشغولين من خلال إعطائهم واجبات وتكليفات ولكن بشرط أن تتضمن أهدافًا تعليمية. فالمرح والتسلية ليست من أهداف المعلم الناجح وإنما هدفه الدائم هو تعليم طلابه.ولأن هذا المعلم يتسم بالنزاهة فيجب ألا يفرط في استخدام الأعذار أو في قبولها من أي طالب، ويتحمل المعلم دائمًا مسؤولية أفعاله وعواقبها، ويتوقع من طلابه نفس الشيء.
ويقدم المعلم الناجح دائمًا نموذجًا يحتذى به في عدم فرض رأيه على تلاميذه، فهو لا يثق بمبدأ «افعل كما أقول لك وليس كما أفعل أنا»، فلا ينتظر من تلاميذه القيام بشيء هو نفسه لا يفعله.
ويدرك هذا المعلم أن من المستحيل أن يحصل جميع طلابه على درجة الامتياز، لكنه يتوقع للجميع النجاح إذا ما بذلوا جهدًا صادقًا لتحقيق ذلك. ويشعر المعلم الناجح بالإخفاق إذا لم يستطع أن يشجع طلابه على استثمار جهودهم والحصول على الدرجات المطلوبة للنجاح. وهذا المعلم لا يستسلم لليأس ولا يسمح لتلاميذه به، لأنه يعتبر أن فشل أي طالب بمثابة فشل له هو نفسه، والمعلم الناجح لا يقبل الفشل لتلاميذه أو لنفسه.
المعلم الناجح يلتزم بالمبادئ والأعراف
فهو ليس صديقًا للتلاميذ، إنما هو معلمهم وتصرفاته اليومية مع التلاميذ هي التي تجعله مصدر ثقتهم، حيث إن المعلم يتوقع نتائج مقاربة لتوقعاته وتطلعاته من هؤلاء الطلاب، لذا يقوم بدعم التلاميذ الذين يحرصون على تحقيق هذه التطلعات بشتى الوسائل الممكنة. ويحرص المعلم على عدم التفريق بين تلاميذه في المعاملة فكلهم سواء لديه، فلا يقوم بتفضيل تلميذ أو التحيز له على حساب أقرانه في الصف لأي سبب ما، فيقوم بتقديم المساعدة والدعم لجميع الطلاب ويفتخر بهؤلاء الذين يبذلون جهدًا لتحقيق توقعاته.ويتسم المعلم البارع بمرونة في التعامل مع جميع تلاميذه بدون استثناء خاصة في واجباتهم اليومية، فيساعد الطالب الذي يفشل في الالتزم بموعد تسليم الواجبات في تحديد موعد آخر نهائي لأدائه، لأن همه الأول هو «التعليم من أجل التعلم»، وليس من أجل الالتزام بالمواعيد المحددة.
ويقوم المعلم بتحديد عدد معين من القواعد المدرسية التي يتم اختيارها بعناية لتنفيذها والإشراف عليها، ولا يقوم بإجبار أحد الطلاب على أن يفعل شيئًا له علاقة بقواعد الصف إلا إذا كان متأكدًا من إمكانية تحقيقه.
وينبغي للمعلم ألا يظهر غضبه أو إحباطه من سلوكيات الطلاب، وإنما يشعرهم فقط بإحساسه بخيبة أمله وعدم رضاه عند فشل أحد الطلاب في تحقيق ما كان مطلوبًا منه. ويحظى المعلم الناجح باحترام الطلاب من خلال ما يلمسونه من الأمانة والصدق والاتساق في كل التعاملات القائمة بينهم، فهؤلاء المعلمون يعلمون أن قدرتهم على إدارة الفصل ترتكز على مبدأ الاحترام المتبادل بين المعلم والطالب.