مقارنة مصطلح التقويم ببعض المصطلحات التربوية

- مقارنة مصطلح التقويم ببعض المصطلحات التربوية: 

1 ـ بين التقويم والتقييم: 
تجدر الإشارة إلى وجود مصطلح آخر استعمل للدلالة على التقويم وهذا المصطلح هـــــــــــو ـ التقييم ـ ، فنقول إلى أن هذا المصطلح عديم الأصل و الاستعمال في اللغة العربية ، ولم يكن استعماله شائعا في العصور الذهبية للغة العربية ، فاستخدم الفقهاء آلمة التقويم فـــــــــــــــي الاصطلاحات الفقهية ولم ترد آلمة  التقييم  عندهم البتة ،فقالوا :تقويم الزر وع وتقويم السلع وتقويم نصاب الزآاة ........الخ ، أما آلمة التقييم  فلا أصل لها في اللغة العربية ــ آما سبقت الإشارة ــ غير أن استعمالها شاع بكثرة في العصور المتأخرة ولاسيما في زمننا هذا ، وانتقل استعمالها من المستوى الشفوي إلى المجال الكتابي ، عند آبار المؤلفين و الكتاب ، لهذا السبب رأت بعض المجامع اللغوية العربية جواز استعمال هذه الكلمة من باب إثراء القاموس العربي بمزيد من الألفاظ و المصطلحات للدلالة على الدقة في الاستعمالات اللغوية ، فانحصر لذلك مدلولها في المعاني المعنوية فقط باعتبار أن ذلك لا يمس بسلامة النظام اللغوي ، على طريقة الشاذ المسموع الشائع في اللغة العربية الذي يخالف القياس المتعارف عليه  .
 مقارنة مصطلح التقويم ببعض المصطلحات التربوية


 2 ـ بين التقويم و القياس :   
القياس : آلمة مصدرها الفعل ـ قاس ـ وتعني : قدر الشيء بغيره أو على غيره .ويقابلها باللغة   "la mesureالفرنسية  مصطلح "  
      أما في معناه الاصطلاحي فيرى ـ جيلفوردـ أن القياس من الفعل قاس و الذي يعني ربط عدد بشيء أو حدث           حسب قاعدة مقبولة منطقيا .

 " أن القياس هو نسب الأرقام إلى الأشياء أو الأحداث Kerlingerفي حين يرى آير لنجر"  
وفق قواعد معينة . 
وعليه نخلص إلى أن القياس عملية تقدير الأشياء أو الظواهر النفسية و الطبيعية و التربوية تقديرا آميا لتحديد معالمها ومدلولها وهذا باستعمال أدوات قياس تتناسب آل أداة منها مع طبيعة الظاهرة ، فلقياس مسافة نستعمل المتر ، ولقياس وزن ما نستعمل الغرام... الخ . 
أما القياس في المجال التربوي فهو آل عملية ترمي إلى الحصول على نتائج أو معلومات مرتبطة بقدرات التلاميذ . 
 والقياس آما حدده ــ محمد زياد حمدان ـــ في آتابه : تقييم وتوجيه التدريس  هو عملية آمية ترآز بالدرجة الأولى على السلوك المطلوب أو حصر المواصفات آميا لظاهرة التدريس حسب قواعد محددة تلائم طبيعة السلوك ، فالقياس هو وصف آمي للمكونات أو الخصائص أو المواصفات التي تمتلكها ظاهرة التدريس .(1) ،ويمكن إجراء مقارنة بين التقويم والقياس فيما يلي : 
1   ــ يهتم القياس بوصف السلوك ، أما التقويم فيحكم على قيمته . 
2   ــ يقتصر القياس على الوصف الكمي للسلوك أي أنه يعتمد على الأرقام في إعطاء النتيجة النهائية للموضوع المقاس أو المراد قياسه ، أما التقويم فيشمل حكما يتعلق بقيمة هـــــــــذا السلوك ، وعليه فالتقويم أآثر شمولا من القياس ، والقياس يمثل أداة من ؟أدوات التقويم . 
3   ــ يتحدد القياس بالمعلومات عن الموضوع المقاس ، أما التقويم فيعد عملية تشخيصية وعلاجية في آن واحد . 
4     ــ يعتمد القياس على الدقة الرقمية فقط ، أما التقويم فيعتمد على عدد من المبادئ والأسس التي يعتمد عليها التقويم : الشمول ، التشخيص ، العلاج ، مراعاة الفروق الفردية ، التنوع في الوسائل المستعملة . 
5   ــ يقتصر القياس على إعطاء وصف للموضوع المراد قياسه دون أن يعطي اهتماما للربط بين جوانبه ، أما التقويم فيقوم على مقارنة الشخص مع نفسه ومع الآخرين . 
6    ــ يعتبر القياس أآثر موضوعية من التقويم ، ولكنه أقل منه قيمة من الناحية التربوية ، لأن معرفة النتائج بدقة و موضوعية من غير تقدير لقيمتها لا يعني شيئا أما إذا فسرت تلك النتائج و قدرت قيمتها في ضوء معايير محددة واتخذت نتائج هذا التقويم آأساس لمساعدة الطلاب على النمو ، فإنها تصبح ذات فائدة آبيرة وهذا ما تضطلع به عملية التقويم ، وما يمكن استخلاصه هو أن القياس هو مرحلة سابقة لعملية التقويم نتمكن من خلالها من جمع معلومات حول الفعل التعلمي والتي على أساسها نستطيع إصدار حكم ليتم بعدها الإصلاح والتعديل آما نستطيع أن نفرق بين آل من التقويم و التقييم و القياس فنقول أنه إذا آان القياس أآثر موضوعية من التقويم و التقييم ، فإن الدرجة التي نحصل عليها من القياس ليس لها قيمة في حد ذاتها ، ما لم يتم تفسيرها في ضوء آافة الظروف المحيطة . 
فالقياس هو تقدير آمي و يتناول جانب الوصف، بينما التقييم فهو إصدار حكم على قيمة الشيء ، في حين التقويم هو تشخيص وعلاج .
 مقارنة مصطلح التقويم ببعض المصطلحات التربوية

 3- بين التقويم والاختبار: 
1ــ الاختبار عملية قياسية تقيس مدى آفاية التلميذ في أحد النواحي ، أما التقويم فعمليـــــــة قياسية علاجية ، تعطي صورة عن الحالة الراهنة للتلميذ فتكشف عن مواطن الضعف و القوة في العملية التعلمية ، وتقترح العلاج المناسب . 
2ــ  الاختبار إجراء نقيس به مستوى التلميذ في جانب ما ، أما التقويم فهو جزء لا يتجزأ من المنظومة التعليمية ، ويستمر معها ويهدف إلى إعطاء صورة شاملة لنمو الطالب في جميع الجوانب المعرفية والعاطفية والمهارية والاجتماعية والنفسية وغيرها . 
3ــ الاختبار عمل يقوم به المعلم فقط ، في حين التقويم عملية تتعاون وتشترك فيها جميع الأطراف المؤثرة والمتأثرة بالعملية التربوية . 


بين التقويم والامتحان
1ــ الامتحان عملية نهائية بينما التقويم عملية مستمرة : فالامتحان عملية نهائية يجريها المعلم في نهاية الفصل أو العام الدراسي ، في حين أن التقويم عملية مستمرة ومصاحبة للعملية التربوية ، أي أنها تبدأ مع بداية العملية التربوية وتستمر معها خلال جميع مراحلــــــــــها ولا تنتهي بنهايتها ، لأننا نعدل في العملية التربوية باستمرار وفقا لمعطيات نتائج التقويم . 
2ــ الامتحان عملية قاصرة على جهد المعلم بينما التقويم عملية تعاونية يشارك فيها العديد من لهم علاقة بالطالب  آالمعلم و الموجه ومدير المدرسة وولي الأمر و الأخصائــــــــــــي النفسي ، وآل من له علاقة بالعملية التربوية . 
فنستطيع أن نقول : إن الامتحان عملية تقييم فردية بينما التقويم جماعية تعاونية .   
 3ــ الامتحان عملية تقييم قاصرة على جانب واحد من جوانب النمو لدى التلميذ بينما التقويمعملي شاملة لجميع جوانب النمو المعرفي و العاطفي و المهاري . 
4ــ الامتحان ما هو إلا تصوير لواقع التلميذ في مادة معينة ، بينما التقويم عملية تشخيصية وقائية علاجية ، فهو يشخص مواطن الضعف ويتوقع العقبات قبل حدوثها ، فيعمد إلى الوقاية منها و الابتعاد عنها ، آما يقوم بالعلاج ، فعملية التقويم عموما أشمل و أعم و أآثر فائدة . 
5ــ الامتحان عملية سلبية من جانب واحد ، بينما من الممكن أن يشارك التلميذ في عملية التقويم بتقويم ذاته للتعرف على مواطن ضعفه دون الاعتماد على قرارات المعلم مما يتسنى له  فرصة المشارآة في تصحيح مسار تعلمه .فالموقف السلبي للتلميذ من الامتحان ناتج عن آراهيته له ، مما يدفعه إلى الغش ، وربما يتطور الأمر إلى محاولة الاعتداء على الحراس و المراقبين لشعوره بمدى خطورة النتائج المترتبة على هذا الامتحان. 
3- تطور مفهوم التقويم : 
‌أ    ـ منذ العصور الأولى في التربية اعتمد التقويم آأداة لقياس آفاءة التلاميذ التحصيلية أي الحكم على قدراتهم التخزينية للمعارف و استظهارها عند الحاجة ، ومعنى ذلك أن التقويم بهذا المنظور لم يكن يهمه من التعليم إلا مقدار التراآم المعرفي الذي يتكدس في الذهن و تفريغه عندما تدعو الحاجة إلى ذلك في الاختبارات و الامتحانات. 
‌ب   ـ ثم تطور مفهوم التقويم ليشكل مجالات أآثر في النظام التربوي ، فأصبح يحكم على الخبرات و أساليب التعلم ووسائل التدريس و نتائج التحصيل الدراسي بواسطة أدوات القياس التي تكون في شكل اختبارات و امتحانات تنظم عند نهاية فصل دراسي أو مرحلة تعليمية معينة و النقطة التي يمنحها المعلم أو لجنة الامتحانات أو الهيئة الإدارية المشرفة هي المؤشر الوحيد الذي يقيس درجة قدرات التلاميذ و مهاراتهم.  

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اشارات التحكيم في كرة اليد

اشارات الحكام : كرة السلة

الاساليب التدريبية : التدريب البلايومتري Plyometric Training