مفهوم المرونة في مجالات التربية البدنية


يختلف مفهوم المرونة في مجالات التربية البدنية عن المفهوم الدارج بين كثير من العامة، فمن الملاحظ أن بعض الناس يطلقون على الشخص القادر على الاستجابة للمواقف المتباينة أنه شخص مرن، والمرونة بهذا المفهوم تعتبر مظهرا من مظاهر الشخصية يدخل تحت نطاق الدراسات النفسية
مفهوم المرونة في مجالات التربية البدنية

أما مفهوم المرونة في مجالات التربية البدنية فهو يعني قدرة الفرد على أداء الحركات الرياضية إلى أوسع مدى تسمح به المفاصل العاملة في الحركة.
 
ويستخدم البعض مصطلح المرونة العضلية تعبيرا عن قدرة العضلة على الامتطاط إلى أقصى مدى لها، في حين يرفض البعض هذا المصطلح ويفضل وصف المرونة العضلية بالمطاطية.
 
وهناك جدل على المرونة في الحركات المختلفة، حيث يرى البعض أنها تنسب للمفاصل، في حين يرى البعض الأخر أنها تنسب إلى العضلات، ورأي ثالث يرى أن المرونة تنسب إلى المفاصل والعضلات.
 
ونرى أن اتجاه ومدى الحركة يحدد تبعا لنوع المفصل الذي تعمل عليه، ومن المسلم به أن العضلات تعمل في حدود المجال الذي يسمح به نوع المفصل، فهي لا تستطيع أن تزيد مدى الحركة عن الحدود التشريحية للمفصل العامل فيها، ولكن في حالة حدوث قصر في العضلات العاملة على المفصل نتيجة لزيادة قوتها، فإنها تستطيع أن تقلل من مدى الحركة عن الحد الذي يسمح به المفصل، وبهذا الشكل تكون العضلات قد قللت من المدى الطبيعي للمفصل وبالتالي للحركة، وقدرة العضلة على الإمتطاط تحدد مقدار ما يستطيع أن يصل إليه المفصل من مدى. فمثلا في حركة فرد الساعد عن العضد يكون مفصل المرفق في هذه الحركة قد وصل إلى أقصى مداه عندما يصبح الساعد على امتداد العضد، أي أن الزاوية بين الساعد والعضد تساوي 180 درجة، أما إذا كانت قدرة العضلة ذات الرأسين العضدية على الامتطاط لا تسمح للساعد بأن يصل إلى مستوى امتداد العضد فإنها بذلك تقلل من مدى حركته، وهو المدى الذي يسمح به مفصل المرفق، فيكون نتيجة لذلك أن تصبح الزاوية بين الساعد والعضد أقل من 180 درجة.
 
مما سبق يتضح أن اتجاه ومدى الحركة يتحدد تبعا لنوع المفصل الذي تعمل عليه، وإن قدرة المفصل على الوصول إلى أقصى مدى له تتوقف على مطاطية العضلات العاملة عليه. أي أن العضلات تحدث الحركة داخل الحدود التي يسمح بها المفصل.
 
ويجدر بنا أن نشير في هذا الصدد إلى أن القوة العضلية تتناسب عكسيا مع قدرة العضلة على الامتطاط، ويقول ماثيوز إن التنمية الزائدة عن الحد للمرونة تؤثر تأثيرا ضارا بالقوة. كما أثبتت بعض الدراسات الفسيولوجية أن العضلة يمكن أن تمتط بحيث يصل طولها إلى نصف طولها في الحالة العادية.
 
والمقصود بمدى العضلة الفرق بين أقصى امتطاط وأقصى انكماش لها، كما أن العضلة تعمل للشد وليس للدفع على أساس تقريب نقطة الاندغام من نقطة المنشأ في معظم الحالات.
 
والتقسيم الوظيفي للعضلات يوضح أنها تعمل للتقريب والتبعيد والقبض والبسط والتدوير وذلك تبعا لنوع الحركة التي يسمح بها المفصل الذي تمر عليه العضلة العاملة، حيث أن وظيفة العضلات لا يحددها تركيبها أو شكلها، وإنما يحددها نوع المفصل العاملة عليه.
وتعتبر المرونة من مكونات اللياقة الاساسية، وتقاس المرونة بأقصى مدى بين بسط وقبض المفصل ويعبر عن ذلك اما بدرجة الزاوية او بخط يقاس بالسنتمتر وتختلف المرونة عن مكونات اللياقة البدنية الاخرى من حيث ارتباطها بخصائص الجهاز الحركي المورفو وظيفة أي البنائية والوظيفية فهي ترتبط بطبيعة المفاصل وحالة الاربطة والاوتار والعضلات والمحافظ الزلالية المحيطة بها،أي انها تتأثر بحالة المفصل التشريحية وحالة العضلات العاملة حول هذا المفصل من حيث درجة توترها او ارتخائها ومدى مطاطتيها.
وترتبط المرونة بالمكونات البدنية الاخرى،كالسرعة والقوة هذا فضلاً عن ارتباطها واهميتها بالنسبة للأداء الحركي بصفة عامة ليس في المجال الرياضي فقط، ولكن ايضاً في مظاهر الحياة العادية اليومية كما ترتبط المرونة بنوعية التخصص الرياضي حيث تتطلب طبيعة الاداء الرياضي في بعض الرياضيات التركيز على مرونة بعض المفاصل مثل مفصل الفخذ لمتسابقي الحواجز ومرونة المفاصل (الكتف والرسغ والساعد)للاعبي الرمي وقذف القرص ومفاصل،(الكتف والقدمين والركبتين) للسباحين ويمكن ان تكون المرونة ذات اهمية كبيرة لمفصل معين او لعدة مفاصل تشترك في اداء حركي ذي شكل خاص.
وتعتبر تمرينات المرونة من الاجزاء الاساسية في كل جرعة تدريبية حيث تستخدم خلال عمليات التسخين او التهدئة كما انها قد تتخلل اجزاء الجرعة التدريبية بهدف التخلص السريع من تأثير تمرينات القوة او عند التمهيد للأداء القوى السريع في بعض الانشطة الرياضية.
أنواع المفاصل:
ومن المعروف أن أنواع المفاصل في جسم الإنسان هي:
-
المفاصل عديمة الحركة: مثل المفاصل التي بين عظام الجمجمة أو التي بين الفقرات العجزية.
 -
مفاصل مقيدة أو محدودة الحركة: وهي مفاصل تسمح بالحركة في حدود ضيقة جدا وفي ظروف معينة مثل المفصل الذي بين عظم العجز وعظم الحرقفة، وكمفصل الارتفاق العاني
-
المفاصل ذات الحركة الحرة: ومن أمثلة هذا النوع:
٠ المفاصل الانزلاقية: مثل مفاصل مشط اليد والقدم.
٠ المفاصل الرزية: مثل مفصلي الركبة والمرفق.
٠ المفاصل الارتكازية: مثل المفصل الذي بين الفقرتين الأولى والثانية.
٠ مفاصل الكرة والحق: كمفصل الفخذ والكتف.
٠٠ المفصل القاعدي: يوجد مفصل واحد من هذا النوع وهو مفصل الإصبع الأكبر، وهو عبارة عن تمفصل عظمة رسغ اليد مع السلامية الأولى لإصبع الإبهام.
٠٠ المفصل اللقمي: يوجد هذا النوع في رسغ اليد ورسغ القدم وذلك في مكان اتحاد كل منهما مع السلاميات الأولى لمشطي القدم واليد.

ويرى لارسون أن المرونة عبارة عن توافق فسيولوجي ميكانيكي للفرد، ويشير علاوى إلى أن درجة تنمية المرونة تختلف من فرد إلى آخر طبقا للإمكانات التشريحية والفسيولوجية المميزة لكل منهما، وأن هذه التنمية تتوقف بدرجة كبيرة على قدرة الأوتار والأربطة والعضلات على الاستطالة والامتطاط.
 
ويجب أن يلاحظ أن تنمية المرونة يجب أن تكون في حدود المدى التشريحي للمفصل، لأن إرغام المفصل باستخدام الحركات القسرية على توسيع مداه أكثر من حدوده التشريحية يؤدي إلى حدوث تشوه. لذلك ينصح خبراء التدريب بأن يتوقف الفرد عن أداء تدريب المرونة في حالة الشعور بالألم.
 
ويشير البعض إلى أنه لكي ننمي المرونة يجب الارتقاء بمدى الأرجحات لكل أعضاء الجهاز الحركي، كما يجب الاهتمام بتمرينات الإطالة للعضلات والأربطة والأوتار.

العمر الزمني المقاس للمرونة:

إن المرونة من الممكن إنجازها في أي عمر علي شرط أن تعطي التمرين المناسب لهذا العمر ومع هذا فإن نسبة التقدم لا يمكن أن تكون متساوية في كل عمر بالنسبة للرياضيين وبصفة عامة الأطفال الصغار يكونون مرنون وتزيد المرونة أثناء سنوات الدراسة ومع بداية المراهقة فإن المرونة تميل إلي الابتعاد ثم تبدأ في النقصان . والعامل الرئيسي المسئول علي هذا النقصان في المرونة مع تقدم السن هي تغيرات معينة تحدث في الأنسجة المتجمعة في الجسم ولكن التمرين قد يؤخر فقدان المرونة المتسببة من عملية نقص الماء بسبب السن وهذا مبني علي فكرة أن الإطالة تسبب إنتاج أو ضبط المواد المشحمة بين ألياف الأنسجة وهذا يمنع تكوين الالتصاق ومن بين التغيرات الطبيعية المرتبطة بتقدم السن الأتي :
1-
كمية متزايدة من ترسبات الكالسيوم .
2-
درجة متزايدة من استهلاك الماء 
3-
مستوي متزايد من التكرارات 
4-
عدد متزايد من الالتصاقات والوصلات 
5-
تغير فعلي في البناء الكيميائي للأنسجة الدهنية 
66-
إعادة تكوين الأنسجة العضلية مع الأنسجة الدهنية
انواع المرونة:
ويقسم هاري المرونة إلى:
- المرونة العامة: وهي تتضمن مرونة جميع مفاصل الجسم.
- المرونة الخاصة: وهي تتضمن مرونة المفاصل الداخلة في الحركة المعينة

كما يقسمها زاتسورسكي إلى:
- مرونة إيجابية: وهي قدرة المفصل على العمل إلى أقصى مدى له، على أن تكون العضلات العاملة عليه هي المسببة للحركة.
- مرونة سلبية: وهي قدرة المفصل على العمل إلى أقصى مدى له، على أن تكون الحركة ناتجة عن تأثير قوة خارجية بمساعدة الزميل مثلا

ويعرض خاطر والبيك تقسيما آخر هو:
- المرونة الإستاتيكية (الثابتة): المرونة الثابتة تبعاً لتسميتها تظهر عند اتخاذ الفرد لوضع بدني معين والثبات  في هذا الوضع بحيث يتطلب ذلك الوصول الى اقصى مدى للمفصل مما يشكل ضغطاً على العضلات المحيطة وكلما زاد الفرق بين المرونة الثابتة والمتحركة زاد تبعاً لذلك احتياطي المرونة،ومن الطبيعي ان هذا الفارق يحدث خلال عملية التدريب الرياضي كنتيجة لزيادة مدى الحركات النشطة لتحسين مستوى القوة والمرونة للفرد، ولذلك فان المرونة الثابتة (السلبية) لها تأثير فعال في نمو المرونة المتحركة (الايجابية).
وتشتمل المرونة الثابتة اداء الحركات البطيئة للوصول الى نقطة معينة والثبات عند هذه النقطة بوساطة استغلال ثقل الجسم او بمساعدة الزميل في عملية التثبيت، ومن هنا جاءت تسمية المرونة السالبة حيث يكون دور الفرد سلبياً عند المدى الحركي الذي وصل اليه المفصل.

- المرونة الديناميكية (الحركية): وهي تعني القدرة على اداء حركات على المدى الكامل للمفصل بشكل  ديناميكي (متحرك)، ويطلق البعض مسميات المرونة النشطة او المرونة الايجابية، ويمكن لن تتم المرونة المتحركة بطريقتين احداهما تعتمد على اداء وضع معين يشبه المرونة الثابتة ولكن مع استمرار اداء دفعات حركية في اتجاه زيادة المدى بانقباض العضلات الاساسية ومطاطية العضلات المقابلة .والطريقة الاخرى تقوم على اساس عمل مرجحات للأطراف حول المفصل على المدى الكامل للحركة،أي مع استمرار حركة الدوران حول المفصل دون جهد زائد

يعرف هاري المرونة بكونها قدرة الفرد على أداء الحركة بمدى واسع، ويعرفها عباس الرملي بكونها مقدرة الفرد على أداء الحركات إلى أوسع مدى ممكن وفقا لطبيعة المفصل، ويعرفها بارو بكونها هي مدى وسهولة الحركة في مفاصل الجسم المختلفة، ويعرفها إبراهيم سلامة بكونها المدى الذي يمكن للفرد الوصول له في الحركة.

وحيث أن المرونة من الناحية العملية تتوقف على نوع المفصل ومطاطية العضلات والأربطة العاملة عليه، فإننا نرى أن تعريف هاري أنسب هذه التعريفات.
اهمية المرونة:
يرى لارسون ويوكد أن أثر تكييف الفرد في كثير من أوجه النشاط البدني تقرره درجة المرونة الشاملة للجسم أو لمفصل معين، والمرونة الحسنة أو المدى الواسع للحركة له مكان بارز فسيولوجيا وميكانيكيا.

ويرى كون سلمان أن أهمية مكون المرونة في السباحة يرقى إلى مستوى أهمية مكوني السرعة والجلد.

ويقول حنفي مختار أن افتقار الشخص للمرونة يؤثر على مدى اكتسابه وإتقانه لأداء المهارات الأساسية، كما أن قلها تؤدي إلى صعوبة تنمية الصفات البدنية الأخرى كالقوة والسرعة والرشاقة.

ويشير خاطر والبيك إلى أن أهمية المرونة تكمن في كونها هامة في إتقان الناحية الفنية للأنشطة الرياضية المختلفة إلى جانب أنها في نفس الوقت عامل أمان لوقاية العضلات والأربطة من الإصابة. وترى هلين أن المرونة تعد أحد المكونات الهامة في الأداء البدني.

وفي مسح لبعض المراجع قام به محمد صبحي حسانين 1978م تضم آراء ثلاثين عالما حول تحديد مكونات اللياقة البدنية أظهر أن أربعة وعشرين عالما منهم قد وضعوا المرونة ضمن مكونات اللياقة البدنية. وقد ظهر من هذا المسح اتفاق كل علماء الدول الشرقية على كون المرونة أحد الصفات البدنية الأساسية.

ولكون المرونة ذات أهمية كبيرة في ممارسة النشاط الحركي وضعها كلارك ضمن مكونات اللياقة الحركية والقدرة الحركية العامة، كما وضعها كل من ولجووس ولارسون ويوكم وكيورتن وماثيوز وكزنز وبارو وفلشمان ضمن مكونات اللياقة الحركية.

كما يشير بعض الخبراء إلى أن المرونة تسهم بقدر كبير في التأثير على تطوير السمات الإرادية كالشجاعة والثقة بالنفس وغيرها من السمات.

ويؤكد علاوي أن الافتقار إلى المرونة يؤدي إلى الكثير من الصعوبات التي من أهمها:
-
عدم قدرة الفرد الرياضي على سرعة اكتساب وإتقان الأداء الحركي.
-
سهولة إصابة الفرد الرياضي ببعض الإصابات المختلفة
-
صعوبة تنمية وتطوير الصفات البدنية المختلفة كالقوة العضلية والسرعة والتحمل والرشاقة
 -
إجبار مدى الحركة وتحديده في نطاق ضيق
لا تتوقف اهمية المرونة على دورها في مجال رياضة البطولة فحسب، بل انها تعتبر مكونات اساسية وهدفها عاماً تسعى الى تحقيقه برامج اللياقة البدنية من اجل الصحة ويمكن استعراض اهمية المرونة بصفة عامة في النقاط التالية:
1- تعتبر المرونة من العوامل الوقائية المهمة للإصابة بآلام اسفل الظهر.
2-
تعمل تمرينات المرونة على الوقاية من الاصابات التي يتعرض لها الرياضيون كالشد والتمزق والخلع وغيرها.
3-
ترتبط تمرينات المرونة ببعض المكونات البدنية الاخرى كالقوة والسرعة.
4-
ترتبط المرونة بكفاءة الاداء الحركي بما توفره من سعة وسهولة في الحركة
5-
تساعد المرونة على ازالة التعب (طويل المدى) الذي تسببه بعض التمرينات العضلية اللامركزية والذي يظهر عادة بعد 24 ساعة من التدريب ويستمر الشعور به لفترة تمتد الى عدة ايام.
6-
تعمل تمرينات المرونة على وقاية المفاصل عند اداء العمل العضلي التكراري لفترة طويلة،مثل حركات الذراعين حول مفصل الكتف في السباحة،وكذلك حركات الرجلين في سباحة الصدر وتأثيرها عل مفاصل الركبتين.
7-
تساعد المرونة في تعليم المهارات الحركية التي تتطلب اتخاذ اوضاع معينة او اداء مهارات لمدى حركي معين كمهارات الجمباز والباليه المائي والتعبير الحركي وحركات الطعن في السلاح.
8-
المرونة تعمل على زيادة المد الحركي المؤثر لاستخدام القوة في بعض الانشطة الرياضية مثل الجولف والتنس والرمي.
9-
تؤدي المرونة الى الاقتصاد في الجهد والطاقة المبذولة عند الاداء الحركي.
10-
المرونة تحد من خطورة التعرض للتشوهات القوامة.
11-
تساعد المرونة على اكتساب اللاعب لبعض السمات النفسية كالثقة بالنفس والشجاعة
12
ـ تعمل علي سرعة اكتساب وإتقان الأداء الحركي الفني .
13
ـ تساعد علي الاقتصاد في الطاقة وزمن الأداء وبذل أقل جهد .
14
ـ تساعد علي تأخير ظهور التعب .
15
ـ تطوير السمات الإرادية للاعب كالثقة بالنفس.
16
ـ المساعدة علي عودة المفاصل المصابة إلي حركتها الطبيعية.
17
ـ تسهم بقدر كبير علي أداء الحركات بانسيابية مؤثرة وفعالة .
188
ـ إتقان الناحية الفنية للأنشطة المختلفة...
العوامل المؤثرة على المرونة:
تتأثر المرونة بعدة عوامل منها ما يرتبط بطبيعة تركيب المفصل من خلال الاربطة والانسجة والعضلات المحيطة به وترجع بعض العوامل الى البيئة المحيطة بالفرد بالإضافة الى العوامل الاساسية الاخرى المرتبطة بالعمر والجنس ومستوى النشاط الحركي ويمكن القول بأن درجة مرونة المفصل تتأثر بالعوامل التالية:
1- درجة مطاطية العضلات والاوتار المحيطة بالمفصل.
2-
درجة مطاطية الاربطة المحيطة بالمفصل مع مراعاة ان ذلك لا يعني فقد هذه الاربطة لدورها الاساسي في تثبيت المفصل.
3-
درجة ضخامة العضلات التي تعمل حول المفصل مع الاخذ في الاعتبار ان استمرارية تنفيذ برامج المطاطية والمرونة ضمن برامج تدريبات الاثقال لها تأثير ايجابي على المرونة،ولايعني ان ضخامة العضلات دائماً لها تأثير سلبي على المرونة.
4-
طبيعة تركيب عظام المفصل.
5-
قوة العضلات العاملة على المفصل لا داء المرونة المتحركة.
6-
كفاءة الجهاز العصبي العضلي في تثبيط نشاط العضلات المقابلة للعضلات الاساسية حتى تتاح لها فرصة المطاطية.
7-
درجة اتقان الاداء الفني للحركة.
8-
تتأثر المرونة ببعض العوامل الداخلية والخارجية مثل ايقاع النشاط اليومي للفرد، حيث تقل  عند الاستيقاظ من النوم ثم تزداد تدريجياً خلال اليوم،وهي تقل بالبرودة وتزداد بالحرارة،كما تقل المرونة في حالة وصول اللاعب الى مرحلة التعب.
9-
تتأثر المرونة بطبيعة اداء الحركة من حيث فترة دوام وتطبيق القوة ودرجة حرارة الانسجة العميقة.
10-
تؤدي الاصابة حول المفصل الى اعاقة المرونة.
11-
الملابس غير الملائمة تؤثر على مستوى المرونة.
12-
تتأثر المرونة بالعمر حيث تقل بعد عمر 8 سنوات تدريجياً.
13-
تتأثر المرونة بطبيعة الاوضاع البدنية التي تتطلبها المهنة حيث تقل عند التعود على البقاء في وضع معين لمدة طويلة.
14-
تتأثر المرونة بدرجة النشاط البدني للفرد،حيث يساعد النشاط البدني والحركة على تحسين درجة المرونة.
خصائص المرونة
ذكرنا فيما سبق ان المرونة تختلف عن المكونات الاخرى للياقة البدنية من ناحية اعتمادها على الجوانب المورفو- وظيفية،أي تلك العوامل المتعلقة ببناء وتركيب اعضاء واجهزة الجسم والوظائف الخاصة بهذه الاعضاء،وعلى ذلك فهي ترتبط بكافة العوامل التشريحية للمفاصل والاوتار والعضلات المحيطة بها،كما انها ترتبط ايضاً بالجهاز العصبي والاعضاء (الحس- حركية) بصفة عامة،ويتأثر مستوى  المرونة بالعوامل المؤثرة على اجهزة الجسم وخاصة الجهاز (العظمي والمفصلي والعضلي والعصبي) مثل حالة التعب والحالة النفسية وطبيعة اتخاذ اوضاع مهنية معينة وغيرها،وحتى تسهل مناقشة هذه الموضوعات سوف نتطرق في الاجزاء التالية للتفسير الفسيولوجي لمكون المرونة من خلال دراسة خصائصها الفسيولوجية التي يمكن تمييزها في نوعين:الداخلية والخارجية كما يأتي :
1-  فسيولوجيا الخصائص الداخلية للمرونة :
يقصد بهذه الخصائص جميع العوامل المرتبطة بالفرد ذاته وغير المكتسبة من تأثيرات البيئة المحيطة،وهذه الخصائص ايضاً يمكن ان تنقسم الى جزأين : خصائص طرفية ترتبط بالمفصل وخصائص عصبية ترتبط بالعضلات.
اولاً: الخصائص الطرفية:
وتشمل هذه الخصائص طبيعة تركيب المفصل ذاته حيث تختلف انواع المفاصل تبعاً لاختلاف العمل الحركي الذي يقوم به كل منها،وحيث ان البعض منها قد يكون عديم الحركة تماماً مثل مفاصل الجمجمة ومفاصل عظام الحوض،والبعض الآخر قد تكون حركته محدودة كمفاصل العمود الفقري،وقد تكون حركة احد المفاصل في اتجاه واحد فقط كمفاصل الركبة والمرفق بينما قد يتحرك مفصل آخر في كافة الاتجاهات كمفاصل الرسغ والكتف والرقبة والفخذ،وتحديد الحركة حول مدى المفصل تتحكم فيه الطبيعة التشريحية للمفصل ذاته،ويدخل في ذلك ايضاً طبيعة تشكيل عظام المفصل والغضاريف المكونة له،وكما هو معروف بأن كل مفصل يحاط بمحفظة واقية توفر له الحماية وتحدد درجة مرونته،من ناحية اخرى فان الانسجة الضامة والاربطة واوتار والعضلات حول المفصل لها دورها في التأثير على مدى الحركة،وان كان دور المفصل هو السماح بإتمام الحركة في اطار مدى معين،فان وظيفة العضلة الاساسية هي الانقباض الذي يقوم بتحريك العظام حول المفصل.
ثانياً: الخصائص العصبية :
يتطلب اداء أي حركة لمدى معين قدراً من التحكم يقوم به الجهاز العصبي،حيث ان اعضاء الحس بالعضلات والاوتار والمفاصل تقوم بنقل الاشارات العصبية الحسية تبعاً لمد الضغط الواقع عليها الى الجهاز العصبي الذي يقوم بدوره بتنظيم وتنسيق عمل العضلات المحيطة بالمفصل وتنسيق عمل العضلات المحيطة بالمفصل والمسببة للحركة،فترسل اشارات عصبية حركية للعضلات الاساسية لكي تقوم بالحركة المطلوبة في الوقت الذي يتم فيه تثبيط عمل العضلات المقابلة لها لكي تكون في درجة معينة من الاسترخاء بحيث تسمح مطاطيتها بأداء الحركة بأقصى مدى لها.
2-  فسيولوجيا الخصائص الخارجية للمرونة:
 يقصد بهذه الخصائص جميع الظروف التي يتم خلالها الاداء الحركي مثل درجة الحرارة،اذ تتحسن المرونة حينما تكون درجة حرارة الجو دافئة وبالمثل درجة حرارة العضلات،بينما تحدث الاصابات في الاجواء الباردة او عند اداء تمرينات مرونة دون تسخين كاف قبل الاداء،وتقل المرونة لدى نفس الشخص في حالة البرودة بمقدار حوالي 10% بينما تزيد في حالة الحرارة بمقدار 10- 20%.
وكما ذكرنا فيما سبق بعض العوامل الاخرى التي يمكن بطبيعتها ان تضاف الى العوامل الخارجية المؤثرة على المرونة،ومنها طبيعة المهنة التي يزاولها الفرد، والتشوهات القوامية التي قد يكن مصاباً بها،ودرجة نشاط الفرد وطبيعة ايقاع حياته اليومية،فضلاً عن الاصابات التي قد يتعرض لها وخاصة اصابات العظام والاربطة والعضلات.
تأثير التدريب الرياضي على فسيولوجيا المرونة
يجب ان يكون الهدف الاساسي لتدريبات المرونة هو التأثير على تحسين مطاطية العضلات والاوتار والانسجة الضامة المحيطة بالمفاصل، وهي الاجزاء الاكثر تأثراً بالتدريب،ويجب ان يؤخذ في الاعتبار ان تحقيق المرونة المثلى يتميز بالوصول الى درجة تزيد عن المقدار الذي يتم خلاله المدى الحركي خلال المنافسة،وهذا المدى الزائد يطلق عليه (احتياطي المرونة)وهذا الموضوع يحمل مفهوماً آخر هو ان تنمية المرونة يجب ان تكون في حدود معينة وليس الى ما لانهاية مثلما نلاحظ ذلك في حالة قدرة شخص ما على اداء حركات غير طبيعية للمفاصل تزيد بكثير عن الحد الطبيعي المناسب للمدى الحركي،حيث ان ذلك يعني تحقيق حالة غير مرغوب فيها وهي حالة زيادة الحركية.Hyper mobility التي تعني زيادة مرونة المفاصل اكثر من المدى الفسيولوجي الذي يجعل المفصل عرضة فيما بعد لحدوث تغيرات سلبية تمنع سريان الدم المحمل بالأوكسجين حول المفصل وتفكك الاربطة والمحافظ التي تحيط به،وهذه الحالة تلاحظ لدى الاطفال الذين يزج بهم لأداء تمرينات رياضية تستدعي تحرك مفاصلهم اكثر من المدى الفسيولوجي وخاصة في السباحة والجمباز
تدريبات المرونة:
اهداف تدريب المرونة:
قبل البدء في تصميم برنامج لتدريب المرونة يجب تحديد الغرض من تنميتها حيث تنحصر اهداف تنمية المرونة فيما يلي:
1- هدف الاداء الرياضي الجيد : اذا كان الغرض من تنمية المرونة هو تحقيق الاداء الرياضي الجيد،فان تركيز التدريب يجب ان يستهدف انواع المفاصل التي ترتبط بطبيعة الرياضة التي يمارسها اللاعب وشكل الاداء الحركي المطلوب.
2- هدف اللياقة والصحة العامة : لتحقيق هذا الهدف يجب ان يكون تركيز التدريب بغرض التقوية وتحسين المرونة للمناطق الاكثر تعرضاً للإصابة،وخاصة مناطق الرقبة واسفل الظهر،وذلك حتى يمكن جنب الآلام التي تنتج عن اصابة تلك المناطق وخاصة آلام اسفل الظهر.
3- اهداف طويلة لمدى : وتنحصر تلك الاهداف فيما يلي:
-غرض استمرارية تحسين المرونة لتنفيذ متطلبات الرياضة التي يمارسها الفرد.
-
غرض الاحتفاظ بمستوى المرونة الذي امكن التوصل اليه خلال مراحل التدريب الاولية.
-
المرونة لغرض اعادة التكيف:ويقصد بإعادة التكيف عملية تعويض الانخفاض الذي حدث لمستوى المرونة في مفصل معين لأي سبب من الاسباب كالإصابة او الانقطاع عن التدريب.
4- المرونة لهدف تقليل اثر التضخم العضلي الناتج عن تدريبات القوة
5- هدف التغلب على انخفاض مستوى المرونة بسبب تقدم العمر،والعمل على تأخير ذلك لعدة سنوات.
مبادئ تنمية المرونة
تتبع برامج تنمية المرونة المبادئ العامة للتدريب كمبدأ الزيادة التدريجية للحمل ومبدأ الخصوصية في تدريب المرونة تبعاً لمتطلبات التخصص الرياضي وغيرها،هذا بالاضافة الى مراعاة المبادئ التالية:
1- يراعى ان الاستمرار تحسين المرونة يجب ان يتحول الى محاولة المحافظة على مستواها عند درجة معينة في حدود المدى الفسيولوجي للمفصل اذا ما تحققت عملية تنمية المرونة الى اقصى حدود المدى الفسيولوجي لها،ويكفي 8- 10 اسابيع لتنمية المرونة.
2-
خلال اداء التمرين الواحد يراعى التدريج في التوصل الى اقصى مدى ممكن لحركة المفصل للوقاية من الاصابة.
3-
ان يكون تركيز تأثير التدريب اساساً على العضلات باعتبار لن مطاطيتها تمثل اهم اهداف تدريبات المرونة.
4-
يراعى العمل على رفع درجة حرارة الجسم بالتمرينات العامة او الجري قبل البدء في اداء تمرينات المرونة.
5-
يجب الا يستمر التركيز على مط العضلة بدرجة تزيد عن قدرة الفرد تحمل العتبة الفارقة للإحساسبالألم.
6-
توضع تمرينات المرونة خلال الجرعة التدريبية في عدة اجزاء تشمل:التسخين – بين اجزاء الجرعة التدريبية – في نهاية الجرعة التدريبية،واذا كان الهدف هو زيادة التركيز على المرونة يمكن ان تؤدي في جرعة خاصة بها، او خلال النصف الثاني لجرعة التدريب.
7-
تعطى تمرينات المرونة افضل تأثيراتها اذا ما استخدمت بصفة يومية او لمرتين في اليوم الواحد
طرق تدريب المرونة
بالرغم من اختلاف مسميات طرق تدريب المرونة وانواعها،الا ان تقسيم (ماتفيف) Matvev يعتبر افضل هذه التقسيمات لإمكانية دمج أي تقسيمات اخرى من خلاله،وفي رأي (ماتفيف) تنقسم طرق تدريب المرونة الى :
1- تمرينات المرونة النشطة ( الحركية )
2-
تمرينات المرونة السالبة
3 - 
تمرينات المرونة المركبة 
وعادة تعتمد طرق تنمية المرونة على مجموعة من التمرينات التي يكون بعضها حركياً، أي يشمل حركة اجزاء المفصل حول المدى الكامل له،وقد تختلف طبيعة الحركة ذاتها،فاما ان تكون حركات بطيئة ذات مدى متسع،او تكون حركات في شكل مرجحات او ضغطات قوية تتعدى حدود المفصل الطبيعية،كما قد تكون تمرينات يؤديها الشخص بطرقة ارادية،او يشترك معه الزميل في المساعدة على زيادة المدى الحركي بمزيد من الضغطات الايقاعية،او بالقيام بتحريك الجزء الذي يمثل طرف المفصل ذاته على مدى الحركة كاملاً مثل تدوير مفصل القدم.

وقد تأخذ التمرينات شكلاً ثابتاً بان يتخذ الفرد وضعاً معيناً يتطلب مط العضلات الى اقصى درجة لها ثم الثبات عند هذا الوضع، كما قد يتطلب الامر مساعدة الزميل في عملية زيادة الوصول الى مدى اكثر والتثبيت في هذا الوضع، مع مراعاة ان التركيز على تنمية المرونة يتم من خلال زيادة مطاطية العضلات، وقد يكون هذا سبباً في تسمية تمرينات المرونة بمصطلح تنمية المطاطية ارتباطاً بالهدف الحقيقي وهو مطاطية العضلات،وبناءاً على ماسبق فان تمرينات المرونة اما ان تؤدي بشكل حركي يعتمد على اداء عدد من التكرارات في شكل مجموعات او يؤدي لفترة زمنية لعدة ثوان كما في التمرينات الثابتة.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اشارات التحكيم في كرة اليد

اشارات الحكام : كرة السلة

الاساليب التدريبية : التدريب البلايومتري Plyometric Training